وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: "على عكس توصيات قائد القيادة الشمالية (اللواء أوري غوردين) وقائد الجبهة الداخلية (اللواء رافي ميلو)، قرر وزير الدفاع يسرائيل كاتس، مساء الخميس، عدم السماح بعودة الدراسة في البلدات الشمالية".
ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية مطلعة لم تسمها، إن "الجيش الإسرائيلي أوصى بالسماح باستئناف الدراسة بمناطق الشمال، وأن قيادة الجبهة الداخلية أجرت بالفعل استعدادات بالتنسيق مع السلطات المحلية هناك لبدء الدراسة".
ومع ذلك، أضافت الإذاعة، "قرر وزير الدفاع كاتس، الذي يمتلك صلاحية البت في سياسة الجبهة الداخلية، عدم قبول التوصيات، ومنع العودة الكاملة للدراسة في البلدات القريبة من خط المواجهة ومرتفعات الجولان".
وأوضحت أن "قرار كاتس، يعود إلى مخاوف أمنية بعد قيام الجيش الإسرائيلي بقتل عدد من عناصر حزب الله في جنوب لبنان اليوم (الأربعاء)، وهو ما قد يدفع حزب الله للرد عبر إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية".
وأشارت الإذاعة إلى أن القرار كان الانتظار لمدة 24 ساعة إضافية كإجراء احترازي، مؤ كدة أنه "إذا استمر الهدوء ولم يحدث أي تصعيد، فمن المتوقع أن تعلن قيادة الجبهة الداخلية مساء الخميس استئناف الدراسة".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن الجيش قتل عدداً من عناصر حزب الله في جنوب لبنان بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بزعم محاولتهم الوصول إلى مناطق يحظر الجيش دخولها. وفي أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، قررت السلطات الإسرائيلية تعليق الدراسة في المناطق الشمالية، بخاصة في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية.
وجاء هذا القرار قبل أيام من بدء التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان في 1 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبرعاية أمريكية فرنسية، بدأ في الرابعة من فجر الأربعاء بتوقيت بيروت (2:00 ت.غ) سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" أنهى 14 شهراً من معارك هي الأعنف بين الجانبين منذ حرب يوليو/تموز 2006.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان 3 آلاف و823 قتيلاً و15 ألفاً و859 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن مليون و400 ألف نازح، جرى تسجيل معظمهم بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
في المقابل، قُتل 124 إسرائيلياً بينهم 79 جندياً، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير شمال إسرائيل بفعل نيران "حزب الله" منذ سبتمبر/أيلول، وفق القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريتين. فيما دوت صفارات الإنذار، حسب إذاعة الجيش، 22 ألفاً و715 مرة في إسرائيل جراء هجمات "حزب الله"، منها 16 ألفاً و198 إنذاراً بسبب القصف الصاروخي، و6 آلاف و517 إنذاراً نتيجة الطائرات المسيّرة.
