لا شيء يخفف من هول الفاجعة التي تعيشها العراقية رحاب طلال، بعدما فقدت 7 من أفراد أسرتها في عاصفة زلازل تركيا، التي ضربت جنوب البلاد وشمال سوريا يوم الإثنين 6 شباط/فبراير 2023، وبلغت قوة أولهم 7.8 درجة حسب آخر التقديرات، ليعقبه بساعات قليلة هزة أخرى بقوة 7.6 ريختر.
راح ضحية هذه الزلازل في تركيا 31 ألفاً و643 قتيلاً، و انهار 12141 بناءً بالكامل، بالإضافة إلى 80 ألفاً و278 جريحاً من الناجين من تحت الأنقاض.
ولم يبقَ في المنطقة التي يسكنها والدا رحاب بإقليم آدي يامان جنوب شرق تركيا، سوى ركام في كل مكان.
من العراق
كارثة الزلزال المروعة سوّت أحياء كاملة بالأرض، حتى أن رحاب التي تعيش في ولاية أخرى بتركيا، لم تتمكن من العثور على المبنى الذي تقطن فيه أسرتها حين وصلت إلى الإقليم المنكوب.
فرّت رحاب وأسرتها من مدينة الموصل شمال العراق قبل 6 سنوات عندما كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، واستقروا في تركيا.
ورحل والدها وشقيقاها و4 من أبناء وبنات إخوتها، مثلما لقى عرب آخرون حتفهم في الزلزال.
من سوريا
إلى جانب آلاف ممن قضوا في سوريا بفعل الزلزال، فإن مئات من السوريين الذين يقطنون في تركيا لقوا نفس المصير.
وصل عدد الضحايا السوريين في تركيا إلى 975، توزعوا بين مختلف الولايات المتضررة جراء الزلزال وأبرزها قهرمان مرعش وأضنة وعثمانية وهاطاي وغازي عنتاب وملاطية وآدي يامان.
من لبنان
انتُشلت جثة اللبنانية سوزان سهيل الأحمد، بعد أيام من تمكن فرق الإغاثة من إنقاذ زوجها وابنها.
كما انتشل رجال الإنقاذ جثث عائلة خلف التي فُقد الاتصال بها لأيام (الوالد إبراهيم والوالدة عليا وأولادهم عمر ومحمد ودينيز) عقب انهيار سقف منزلهم في قضاء صامان داغ بولاية أنطاكية.
وفي وقت تتواصل فيه أعمال البحث عن الشاب إلياس حداد حيث انهار الفندق الذي نزل به مع أصدقائه خلال رحلة سياحية إلى أنطاكية، جرى انتشال اللبناني باسل حبقوق حيّاً من تحت ركام الفندق.
وفُقد التواصل مع أسرة محمد مصطفى عجاج (الأم وأولادها الأربعة)، في حين كان الأب وابنه خارج الولاية لحظة وقوع الزلزال.
السفير اللبناني في تركيا، أكد وجود نحو ستين أو سبعين اسماً لبنانيا مفقود الاتصال بهم، في وقت جرى تأكيد وفاة الطبيب وسام محمد الأسعد وابنته جراء الزلزال.
من فلسطين
بعد وفاة فاتن غازي صالح وابنتها تسنيم، في مدينة أنطاكية ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الزلزال في تركيا إلى 40 وفق تصريحات للسفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى.
عائلة أبو جلهوم الفلسطينية والمكونة من ستة أفراد والتي تعود أصولهم إلى قطاع غزة، قضوا أيضا في أنطاكية بعدما وصلوا إلى تركيا عام 2011 بحثاً عن حياة أفضل.
وقال فهد وهو شقيق عبد الكريم أبو جلهوم إنهم فوجئوا بخبر الزلزال، مضيفاً في تصريحات صحفية سابقة "بدأنا بمحاولة الاستفسار والسؤال عن أخي، لكن الاتصالات انقطعت معهم وعلمنا من أحد أصدقائه من العراق أن المنزل الذي كان يسكن فيه انهار عليهم جميعاً، فشعرنا بصدمة وحزن كبيرَين، لأننا كنا أجرينا اتصالا معه قبل الزلزال بساعات فقط، وتحدثت معه والدتي مطولاً".
أما الطفل الفلسطيني محمود شعبان ذو الأعوام الخمسة، فسُجلت وفاته حديثاً في ولاية غازي عنتاب جراء الزلزال.
من الأردن
كشفت الخارجية الأردنية عن وفاة مواطنة مقيمة في أنطاكية جراء الزلزال، مشيرة إلى أن زوجها أكد خبر وفاتها.
فيما لا تزال أعمال البحث جارية عن مواطنَين آخرَين انقطع بهما الاتصال منذ وقوع الكارثة.
من اليمن
في أعقاب تأكيد وفاة عائلة الدكتور محمد الرعوي وأسرته المكونة من 4 أفراد في هاطاي، وصل عدد الضحايا من الجالية اليمنية في تركيا بفعل الزلزال إلى 7 أشخاص.
الطبيب محمد الرعوي قال في تصريحات بأن ابنه أمين وزوجته وشقيقتها وابنته لقوا حتفهم بالزلزال، مضيفا "جميعنا هنا عرباً وأتراكاً نحاول أن نواسي أنفسنا في ما حل بنا من مصيبة، الحمدلله".
كما لقي طالب يمني وزوجته وابنتهما مصرعهم في مدينة ملاطية. فيما تتحدث تقارير عن وجود يمنيين آخرين في قوائم الضحايا في ظل استمرار عملية البحث عن مفقودين بالولايات المنكوبة.
من السعودية
وُجدت جثة الفتى السعودي حمزة الشرياوي البالغ من العمر 17 عاماً، تحت الأنقاض في ولاية أنطاكية، وفق تصريح لأحد أقاربه.
وكان الشرياوي يعيش مع جدته في أنطاكية، التي أصيبت بأضرار كبيرة نُقلت إثرها إلى المستشفى.
وأعلنت السفارة السعودية في تركيا، تلقيها بلاغاً من ذوي أحد المواطنين السعوديين المقيمين في أنطاكية، يفيد بفقدان التواصل معه.
من مصر
أعلنت وزارة الخارجية المصرية وفاة أحمد سليمان محروس وزوجته هدى عبد السلام نتيجة انهيار البناية التي يقطنون فيها بمنطقة إسكندرون في ولاية هاطاي.
وأكد أهالي قريتهم في المنوفية، أن الزوجين يعيشان في السعودية فيما يدرس أحد أبنائهما في تركيا.
وحسب الأهالي، فإن الزوجين ذهبا إلى ابنهما الذي كان من المقرر أن يجري عملية جراحية، لكنهما لقيا مصرعهما هناك جرّاء الزلزال.
من الجزائر
في مدينة إسكندرون بمحافظة هاطاي، انتُشل جثمانيْ الجزائريتين سرايري سميحة (44 سنة) وابنتها بربر هديل (13 سنة) وفق إعلان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.
وبعدما نُقل جثمانيهما إلى الجزائر ودفنهما، ودّعت العائلة الراحلتين. وقال والد الفتاة البالغة من العمر 13 سنة، وهو يودع نعشها عند وصولها إلى مطار هواري بومدين الدولي: "أنا أسامحك يا ابنتي. أنا من أعطيتك الموافقة من أجل الذهاب الى تركيا، سامحيني".
من المغرب
ارتفعت حصيلة الوفيات في صفوف أفراد الجالية المغربية بتركيا، جرّاء الزلزال العنيف إلى 6 إضافة إلى إصابة 84 آخرين حسب بيان جديد لسفارة المغرب في أنقرة.
من السودان
توفي المهندس عثمان بليل عثمان في ملاطية، فيما أصيب سوداني آخر في منطقة هاطاي، ونقل إلى مرسين.
شقيقة المهندس، أروى، أوضحت أن عثمان مهندس كهربائي سافر إلى تركيا بغرض التدريب في مصنع بولاية ملاطية في ديسمبر/كانون الأول 2022. وأضافت أنهم فقدوا الاتصال به قبل أن تتلقى العائلة تأكيدات بوفاته والعثور على جثمانه.