خلال تفقُّده مدينة منازل مسبقة الصنع في غازي عنتاب الثلاثاء، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن الحكومة ستشرع في بناء بيوت لـ270 ألف أسرة بالمدن والأرياف في 11 ولاية متضررة من الزلازل بحلول بداية الشهر القادم، على أن تُسلَّم للمواطنين خلال عام واحد فقط. وأكّد في الوقت ذاته أنه سيُعاد تحديد الأرقام خلال الأشهر المقبلة، حسب تقييمات كل منطقة الزلازل.
ولفت أردوغان إلى أن فرق الفحص والتقييم أكملت فحص مليون و123 ألف مبنى بمنطقة الزلازل، واتضح وجود 458 ألف وحدة سكنية داخل 139 ألف مبنى إما منهارة وإما بالغة الضرر، وإما بحاجة إلى هدم فوري. وأشار أيضاً إلى عزم الحكومة على إحياء المدن والمناطق المتضررة مجدداً وبصورة أقوى، عبر الحفاظ على هويتها التاريخية وتركيبتها السكانية.
من جانبه، صرّح وزير البيئة والتطوير العمراني التركي مراد كوروم بأن فرق وزارته وضعت خارطة الطريق اللازمة خلال عملية إعادة الإعمار والتطوير في المناطق المنكوبة، وشاركت الأعمال التي ستُنفَّذ في هذه العملية وفقاً لـ10 بنود رئيسية.
التحضيرات على قدم وساق
في أثناء استكمال تقييم الأضرار التي خلّفَتها عاصفة زلازل يوم السادس من فبراير/شباط، أعلن الوزير كوروم أنهم يُعِدّون برنامجاً شاملاً للنهوض من جديد في المناطق المتضررة من الزلزال، مشيراً إلى أن أنشطة البناء ستبدأ ضمن أكبر حملة إعادة إعمار شهدتها الجمهورية التركية في الولايات العشر بالتزامن بحلول نهاية الشهر الجاري.
كما لفت كوروم إلى أن الأعمال الميدانية المتعلقة بالمناطق التي ستُبنى فيها المساكن مستمرة، وقال: "نواصل العمل في المسح الأرضي وتحديد الأماكن الجديدة التي ستُبنى فوقها، مع أخذ احتياجات المدينة في الاعتبار. كما وعدنا سننفذ التعبئة السكنية وهي أكبر حملة إعادة إعمار في تاريخ الجمهورية، إذ سنبني ونسلّم منازل جديدة متينة وآمنة لمواطنينا خلال عام واحد".
ويوم الثلاثاء شارك وزير البيئة والتطوير العمراني على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، ملامح عملية إعادة الإعمار، قائلاً: "نحدّد مستوطناتنا الجديدة دون إيذاء مواطنينا من خلال الحفاظ على البنية الاجتماعية والديموغرافية والثقافية مع وضع مخاطر الكوارث ودراسات جودة الأرض بعين الاعتبار، بالتشاور مع المسؤولين الإقليميين والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين. خارطة طريق إعادة الإعمار أصبحت أكثر وضوحاً".
بنود عملية إعادة الإعمار
وفقاً للمعلومات التي شاركها الوزير كوروم تحت عبارة "عملية إحياء وبناء منطقة الزلزال في 10 بنود، علمية وسريعة وقوية"، فإن البنود العشرة الرئيسية الواجب تنفيذها بها مدرجة على النحو التالي:
1- عند تحديد مناطق السكن الجديدة في الولايات المنكوبة، ستُحدَّد جميع مخاطر الكوارث الممكن أن تحدث، كما ستُجرَى الفحوص المورفولوجية (الشكل والبنية) والجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوتقنية والهيدروجيولوجية والتكتونية الزلزالية للأراضي المخصصة للبناء.
2- ستستمر أعمال تقييم مقاومات التربة للزلازل عبر التقسيم الدقيق للمناطق والحفر الرأسي لأخذ العينات من أجل إجراء الدراسات الجيولوجية التي سيستخدمها المهندسون لتحليل وتصميم المباني بما يتناسب مع كل منطقة.
3- وفقاً للفحوص الأرضية التي ستجرى على المناطق السكنية القديمة، ستُقيَّم الخيارات بما في ذلك حظر البناء في بعض المناطق وخفض كثافة المباني وتحديد عدد الطوابق.
4- في ما يتعلق بالأراضي الجيدة، ستُحدَّد الأماكن التي لن يحدث فيها "تسيّل". و تسيّل التربة هو مصطلح هندسي يشير إلى التربة المشبعة بالماء أو المشبعة جزئياً عندما تفقد كثيراً صلابتها وقساوتها تحت تأثير إجهاد مطبّق كالاهتزاز عند حدوث الزلازل أو أي تغيّر مفاجئ في الحالة الإجهادية، إذ تسلك المادة التي عادةً ما تكون صلبة في هذه الحالة السلوك السائل.
5- ستُحسَب المسافة من خطوط الصدع.
6- أما المدن الصامدة فسيؤكَّد "نموذج الاستيطان من السهل إلى الجبال"، بما يعني حظر البناء في السهول والأراضي الطينية والسماء في البناء على الجبال والأراضي الصخرية.
7- سيُطبَّق نظام التأسيس باللبشة أو الحصيرة (Raft Foundations) ويكون النظام الوحيد لبناء الأساسات في جميع الهياكل. وتُستخدم هذه الطريقة لنقل أحمال المباني وتوزيعها بالتساوي على كامل مسطح الأرض تحت المبنى.
8- ستُصمَّم الأماكن الجديدة وفقاً لثقافة كل مدينة وفنها وملمسها الطبيعي والتاريخي وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى مراعاة تركيبها الديموغرافي.
9- في غضون شهرين ستبدأ هيئة الإسكان الجماعي (TOKİ) "توكي" التابعة لوزارة البيئة والتطوير العمراني بناء 200 ألف منزل. لن يتجاوز ارتفاع أي من المساكن 4 طوابق، بالإضافة إلى الطابق الأرضي.
10- خلال كل مرحلة من مراحل عملية إعادة الإعمار، ستعمل الوزارة بالتواصل مع الجامعات والعلماء والمهندسين والمعماريين ومخططي المدن.
