تابعنا
في هذا الحوار الذي أجرته TRT عربي مع الأكاديمي التونسي المتخصص في الدراسات اليهودية د. فوزي البدوي، سنمر على تاريخ نشأة إسرائيل والحركة الصهيونية، وكيف وقع الاختيار على فلسطين لإقامة دولة اليهود، وسنفكك بعض ملامح هذا الكيان.

أوقدت الحرب على قطاع غزة شعلة القضية الفلسطينية وأعادتها إلى الأذهان، في زمن كادت أن تنتهي فيه إلى زوال ويطويها النسيان، وعرّفت من لم يعاصر النكبة والانتفاضات من جيل الشباب بفلسطين والقدس وأهميتها بالنسبة إلينا كعرب ومسلمين، وذكّرتنا بأن لا حل للقضية سوى استمرار المقاومة، مدعومة بالتفاتة عربية إسلامية تتحرك كمرادف للمقاومة الفلسطينية.

في هذا الحوار الذي أجرته TRT عربي مع الأكاديمي التونسي المتخصص في الدراسات اليهودية د. فوزي البدوي، سنمر على تاريخ نشأة إسرائيل والحركة الصهيونية، وكيف وقع الاختيار على فلسطين لإقامة دولة اليهود، وسنفكك بعض ملامح هذا الكيان، وفي ما يلي نص الحوار:

ما الصهيونية؟ كيف بدأت وما علاقتها بالديانة اليهودية؟

الصهيونية هي الإجابة الثالثة للإجابات التي تقدمت لما كان يسمى بـ"المسألة اليهودية" في أوروبا، وقد كُتب فيها الكثير وأشهره نص “كارل ماركس”، والمعروفة في الأدبيات الألمانية اصطلاحا بـ "Judenfrage"، بمعنى كيف يمكن لليهود أن يندمجوا في تلك المجتمعات، وهل الاندماج أمر ممكن؟

بالنسبة إلى تاريخ اليهود في أوروبا تقدمت 3 حالات، شق كان يرى أن الاندماج أمر ممكن والثورة الفرنسية قدمت ملامح إجابة له، حيث دعت يهود أوروبا للتحرر كأفراد لا كشعب، ثم جاءت الأنوار الأوروبية في القرن الثامن عشر وبالأخص قسم الأنوار اليهودية الذي دعا يهود أوروبا إلى أن يصبحوا مواطنين كاملي الحقوق، على اعتبار أن القرن الثامن عشر جاء بفكرة المواطنة والعقد الاجتماعي في فلسفته السياسية.

وانخرط جزء من يهود أوروبا في عملية الاندماج، بينما فضّل جزء آخر مواصلة العيش بطريقتهم التقليدية "الغيتو" التي استمرت منذ القرون الوسطى ورفض أي عملية للاندماج.

إذن لم يبقَ سوى حلّين: الأول الاندماج، أما الثاني يكمن في البقاء داخل أسوار "الغيتو" القديم وعدم الارتباط أو الدخول في العالم الحديث، والمشكل أن الاندماج اعترضته صعوبات كبيرة من بينها فكرة معاداة السامية التي كانت منتشرة في أوروبا، والتي لم تستطع التخلص منها، وشهدت ذروتها خلال الحرب العالمية الثانية فيما عُرف بـ"المحرقة النازية".

ونتيجةً لتاريخ قديم من معاداة اليهود لأسباب دينية وعقائدية، ظهر خلال القرن التاسع عشر مفهوم "معاداة السامية" عن طريق المستشرق اليهودي "موريكس تايشنايدر" الذي سيعبّر به عن مفهوم معاداة وكره اليهود.

في النتيجة، منعت المعاداة الاندماج وجعلت منه عملية معقدة، وقد عززت ذلك حادثة "دريفوس" التي وقعت في فرنسا، حين جرى اتهام ضابط يهودي فرنسي بخيانة فرنسا والتعامل مع الألمان، وصادف خلال محاكمته حضور "ثيودور هرتزل" لتغطية الخبر لصالح صحيفة نمساوية، إذ تبيّن للأخير في أثناء تغطيته الحدث أنه لا يمكن لليهود أن يصبحوا مواطنين كاملي الحقوق في أوروبا، ولا يمكن أن يندمجوا، وبالتالي "الاندماج" وهْم، وفشل بالنسبة إلى هرتزل ولم يبقَ إلاّ الحل الثالث وهو "الحركة الصهيونية".

في كتابه "دولة اليهود"، يرى هرتزل أن حل المشكلة اليهودية ليس في الاندماج ولا في الانغلاق، وإنما في محاولة الخروج من أوروباً مطلقاً وتأسيس دولة لليهود.

وهكذا كانت الصهيونية هي الإجابة الثالثة ضمن إطار الفكرة القومية التي عرفتها أوروبا لإخراج اليهود منها وتأسيس وطن قومي لهم، دون أن يكون بالضرورة في فلسطين في البداية، لأن مشروع "ثيودور هرتزل" مشروع معلمن وسياسي، بالدرجة الأولى، ضعيف الارتباط بالدين. فقد كان يطمح بالأساس إلى حل مشكلة سياسية، ولذلك تعددت الآراء والبرامج في اختيار هذا الوطن من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية إلى ليبيا في محاولة لإيجاد وطن لليهود.

إذن، لماذا وقع الاختيار على فلسطين لإقامة دولة لليهود؟

لسببين، الأول هو أنه داخل الحركة الصهيونية كان هناك تيار ضعيف تمثله حركة "المزراحي" وهم يهود تقليديون قبلوا بفكرة المشروع الصهيوني، على عكس اليهود الأرثوذكس الذين كانوا يرفضون العودة إلى أي مكان والبقاء في دولهم، في انتظار أن "يأتي المسيح ليعيد لهم كيانهم السياسي"، هذه العودة ليست مرتبطة بأي عمل بشري، إنما بأمر إلهي، وهو ما يغيب اليوم.

جزء بسيط من هؤلاء اليهود الممثلين في حركة "المزراحي" قبلوا بذلك، رغم أنهم كانوا تياراً هامشياً، وهو الذي سيدعو إلى إقامة دولة اليهود على أرض فلسطين.

ولكن هذا ليس السبب المحدد في الحقيقة، على اعتبار أن فلسطين في تلك الفترة ستصبح تحت الانتداب البريطاني بفعل اتفاقيات سايكس بيكو وتقاسم الشرق الأوسط بين المملكة المتحدة وفرنسا، وبما أن بريطانيا كانت الراعية لهذا المشروع، لم ترَ مانعاً من أن يجري تحويل هذه الجماعات اليهودية في أوروبا إلى فلسطين، حتى تكون في إطار المشروع الإمبريالي بمعناه الاقتصادي والسياسي، الدولة الحارسة للمصالح الرأسمالية البريطانية في ذلك المكان.

بعض العناصر الدينية إذن زّزت المشروع، لكن فلسطين لم تكن هي البدايات ولم تكن الحل الأول، وداخل التيار اليهودي كان هناك تيار آخر ضعيف يُسمى "التيار المشيحاني"، والذي يمثله بعض أحبار اليهود، كانوا من بين المنادين بضرورة العودة إلى فلسطين واستيطانها من أجل تهيئة الظروف لعودة المسيح والذين يمثلهم "يهودا القلعي" وغيره.

إذن، اختيار فلسطين كان متعدد العناصر جزء منه يعود إلى التيار المشيحاني، وآخر يعود إلى حركة المزراحي، وجزء يعود إلى مصالح بريطانيا ووقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

هل اكتمال مشروع إقامة "دولة إسرائيل" على الأرض التاريخية مقترن بهدم المسجد الأقصى؟

في مجال العمل السياسي والسرديات التي تقوم عليها الدول، أحياناً لا يكون للحقيقة التاريخية أيّ معنى، وإنما هي مثيولوجيات، وليس شرطاً عدم وجود آثار للهيكل تحت "مسجد الصخرة" أو "الحرم الإبراهيمي"، لكن هذا لن يمنع أو يردع العدو الصهيوني عن الحديث عن إعادة بناء الهيكل.

السردية اليهودية تقوم على اعتقاد أنها حقيقة، رغم كل ما يمكن أن يعترضها من نقد تاريخي أو أركيولوجي.

بالنسبة إلى الحركة الصهيونية في صيغتها التي وصلت إلى فلسطين واستقرت فيها، تعتبر القدس مكاناً بُني على أنقاض "هيكل سليمان" الذي تعرّض للخراب في عهد الرومان حسب "السردية اليهودية"، وبالتالي جزء كبير من نصوصهم الدينية "نصوص تلمودية وإشارات توراتية متعددة من أسفار الأنبياء" تدعو إلى إعادة بناء الهيكل، وتعتبر أن المكان الذي يجب أن يبنى فيه هو المكان الذي يوجد فيه الآن مبنى "قبة الصخرة" و"الحرم الإبراهيمي"، لذا ستسعى إسرائيل من أجل تسريع عودة المسيح إلى الأرض التي ظهر فيها في البداية، ليجد هذا الهيكل.

تستمر عمليات التنقيب والحفر منذ فترات طويلة، ويوجد جزء من الصهيونية الدينية القومية الممثلة في جمعيات كثيرة منها جمعية "جبل الهيكل"، وشخصيات حاخامية كبيرة تسعى جميعها في إطار مسابقات سنوية لتخيل الهيكل، ومكان المحكمة الشرعية فيه.

سعي الحركة الصهيونية لهدم المسجد الأقصى لا يعني أنه أمر حتمي، فالأمر يظلّ مرتبطاً بمدى مقاومة العرب لهذه العملية وفهمهم لمدى أهمية المسجد الأقصى والدفاع عنه، والعمل على أن لا يتحقق هذا المشروع.

لكن الحركة الصهيونية مستمرة في ذلك، وتنتظر علامات معينة موجودة في النصوص الدينية للشروع في عملية هدم المسجد الأقصى، تحضيراً لعودة المسيح.

المسألة مرتبطة بالسردية اليهودية وليس فقط بالأماني، ويجب التصدي لهذه الفكرة، فإسرائيل لن تتوقف، والحركية الصهيونية الدينية بجميع فروعها لن تتوقف، كما أن جمعيات أمناء الهيكل وغيرهم لم يتوقفوا أيضاً، وهذا أمر تنطق به أدبيات هذه الحركات وعلى رأسهم اليمين الديني القومي والاستيطاني.

كيف أسهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في زعزعة استقرار المنطقة؟

وجود إسرائيل شوّش كل حركة التنمية في المنطقة العربية، العالم العربي خاض حروباً طويلة في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973 وصولاً إلى ما نشهده اليوم.

المنطقة لم تستقرّ نتيجة هذا المشروع الذي أدخلها في فوضى كاملة، منعت الدول العربية من الاستثمار في الاستقرار والتنمية والعمل الاقتصادي، ووجهت جزءاً من طاقتها إلى مقاومة هذا المشروع.

إسرائيل كانت طوال تاريخها عامل عدم استقرار وزعزعة للعالم العربي، والأداة الطيعة للاستعمار الغربي الذي حاول أن يوقف نهضة العرب، منذ عهد محمد علي باشا.

إسرائيل تقدم نفسها ويقدمها الغرب على أنها قاعدة تكنولوجية في قلب العالم العربي، الذي لم يشهد أي استقرار حتى اليوم؛ بسبب وجود هذا الجسم الغريب على تاريخ المنطقة، خصوصاً أن نواياه التوسُعيّة تتجاوز حدود فلسطين.

كيف تقرأ الموقف العربي اليوم من القضية الفلسطينية؟

لا وجود لموقف عربي موحد، فالعالم العربي اليوم مفكك في تصوره للقضية الفلسطينية، والتي لم تعد من أولوياته، هذا له تفسيرات تاريخية وأسباب، من بينها أنّ الانقسام الفلسطيني الداخلي أدى إلى عزوف جزء كبير من العرب عن القضية الفلسطينية وشجع هذه الدول على الانكفاء على قضاياها الداخلية.

أيضاً جزء كبير من العالم العربي اختار السير في طريق معين، ولم يعد يعتبر إسرائيل عائقاً بالنسبة إليه. العالم العربي ليس موحّداً في نظرته للقضية الفلسطينية، وتغلب عليه النزعة القُطريّة، وهو ما أدى إلى تراجع أهمية القضية عن اهتمامات العرب.

لكن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدى إلى إيقاد شعلة القضية الفلسطينية بعد أن كادت تُنسى وتنتهي إلى زوال.

العالم العربي عاجز عملياً عن فعل أي شيء، ويعود ذلك إلى أن جزءاً منه مكبّل بالاتفاقيات، وجزءاً آخر أصبح مكبلاً بنتائج ما سُمّي بـ"الربيع العربي"، والذي أدى إلى تدمير جزء كبير من الحواضر العربية، خروج دول ذات وزن في تاريخ المنطقة مثل العراق وسوريا من الصراع، وتحول مركز الثقل العربي من العراق والشام ومصر إلى بلاد الأطراف والدول الجديدة بفعل التطور النفطي.

إذن، من الصعب الحديث عن عالم عربي موحد قادر على مواجهة إسرائيل ككتلة موحدة، هو للأسف عالم مشتت ومجزّء، وهذا من شأنه أن يرتدّ على القضية الفلسطينية.

ما سر استماتة الولايات المتحدة الأمريكية في دعم المشروع الصهيوني؟

الولايات المتحدة وأوروبا كتلة فكرية وأيديولوجية واحدة، يعتبران نفسيهما الداعم الحقيقي لإسرائيل، فأوروبا المنحدرة من الصهيونية المسيحية هي التي ساعدت على قيام المشروع الصهيوني، ولا يمكن إنكار دور بريطانيا وفرنسا في ذلك، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية انتقل مركز الثقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

حضور اللوبي الصهيوني واليهودي في أمريكا قوي، بالإضافة إلى أن الصهيونية المسيحية تعتبر نفسها -وكذلك إسرائيل- جزءاً من "المسيهودية" أي المسيحية اليهودية القديمة، وترى أن عليها أن تساعد إسرائيل لأسباب اقتصادية لها علاقة بالرأسمالية وجعل فلسطين الحجر الأساس في المشروع الرأسمالي في المنطقة.

هناك أيضاً تقارب روحي وفكري يفسر إسراع أمريكا وأوروبا لنجدة إسرائيل خلال هذه الأزمة، باعتبار أن إسرائيل قدمت نفسها كامتداد للحركة "المسيح يهودية"، كما أنها الحافظ للمشروع الإمبريالي الاقتصادي الغربي في المنطقة.

هل لا يزال اعتبار حل الدولتين أمراً ممكناً؟

حل الدولتين يتطلب بالأساس إخراج كل المستوطنين من الضفة الغربية، والتي يقطنها الآن أكثر من نصف مليون مستوطن مقسمة إلى مناطق "أ" و"ب" و"ج"، هؤلاء المستوطنون يجعلون منها مكاناً غير قابل للحياة، وفي نظري عملياً انتهى حل الدولتين.

كل شخص يعرف واقع الضفة والمستوطنات والقدس يعي جيداً أنه من المستحيل أن يكون هناك شيء يسمى "حل الدولتين".

طالبت به "أوسلو"، يتمسك به جزء من الفلسطينيين، تطالب به المنظمات الأممية، تتمسك به بعض القيادات السياسية كخطاب، لكن الفرضية الوحيدة لقيامه وجود شخص قادر على إيقاف الاستيطان في إسرائيل ونزع المستوطنات وجعل ما تبقى منها تحت إدارة السلطة الفلسطينية، وهذا غير مقبول في الأدبيات المتعلقة بالصهيونية القومية التي يمثلها "حزب الليكود"، ومن البدهي أن لا تقبلها الصهيونية اليهودية.

وليتحقق هذا الهدف، يجب أن يكون هناك شخص له القدرة والمشروعية على نزع كل هذه المستوطنات للسير في طريق السلام.

آخر شخص قرّر السير في هذا المسار هو "إسحاق رابين"، الفكرة موجودة عند بعض وجوه اليسار، لكن اليسار الإسرائيلي انتهى، ونعلم جميعاً كيف كانت نهاية "رابين" وكيف اغتاله اليمين القومي والديني، لأنه أراد أن يعطي جزءاً "من أرض إسرائيل للفلسطينيين".

هل يمكن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

ما يُطرح اليوم داخل بعض الأوساط الإسرائيلية هو أن يقبل الفلسطينيون بالعيش تحت السيادة الإسرائيلية، دون أي حقوق سياسية، لا حق في الانتخاب ولا حق في أي شيء. والمشكلة أعقد بالنسبة إلى عرب 48 لأن اليمين الديني ومبدأ الدولة اليهودية يفترضان أن هؤلاء العرب يجب أن يُعامَلوا معاملة دونيّة مقارنة باليهود، وإسرائيل لا يمكنها أن تقبل الدولة الواحدة ثنائية القومية، لأن هذا أيضاً غير ممكن، فإسرائيل تريد أن تكون دولة يهودية وديمقراطية، ولكنها لا يمكن أن تكون يهودية إلا مع العرب ولا يمكن أن تكون ديمقراطية إلا مع اليهود.

وما يعيشه عرب 48 من تضييقات تطال كل مجالات حياتهم يجعل من إسرائيل دولة أبارتهايد (فصل عنصري) واضحة المعالم وهو التعريف المتفق عليه لوصف إسرائيل داخل الأوساط السياسية العالمية ذات الصلة بالموضوع، فإسرائيل دولة فصل عنصري في الداخل ودولة احتلال في الخارج. وهوما يعني أنه لا حلّ الدولتين ممكناً ولا حل الدولة الواحدة ثنائية القومية تقبل به اليمينية القومية أو اليمين الديني.

ونحن الآن في مفترق صراع وفي فترة صعبة، العرب مشتتون، الفلسطينيون منقسمون، جزء منهم يقاوم هذا المشروع وبعض العرب يقبلون بهذا الوجود الإسرائيلي والتعامل معه، وجعل القضية الفلسطينية في مرتبة ثانوية، ولا حل في نظري غير مقاومة هذا المشروع، حتى يأتي يوم قد تتغير فيه موازين القوى داخل المجتمع الإسرائيلي بفعل هذه المقاومة. فالغطرسة والقوة لا يمكن أن تؤديا إلى حل، ولا يمكن لإسرائيل أن تهدأ أو تعرف استقراراً طالما أن هناك أرضاً مغتصبة. فالحل يكمن في مواصلة مقاومة هذا المشروع وحشد كل الإمكانيات وأن يتصرف العرب كرديف للمقاومة الفلسطينية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً