بعد نجاحهما في إنتاج أول لقاح فعال ضد فيروس كوفيد-19، أعلن مختبر "بايونتيك" نجاح أولى تجاربهم على لقاح السرطان من تطوير العالميْن التركيَيْن أوغور شاهين وأوزليم توريجي. فبعد إحراز تقدم في التجارب السريرية التي استمرت لبعض الوقت، أُعلنت النتائج الأولى في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية.
استخدم شاهين وتوريجي مؤسسا مختبر "بايونتيك"، ومقره ألمانيا، تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) التي كانوا يختبرونها منذ عقود في تطوير لقاحهم الجديد، وهي الطريقة التي ساعدتهم لتطوير لقاح كورونا أسرع من أي شركة أخرى في العالم.
وجاء في البيان الذي أعلنوا فيه نجاح تجاربهم السريرية الاولى: "نريد فتح آفاق جديدة في علاج الأورام التي يصعب التئامها". فيما قالت توريجي: "إن اللقاح الذي طُوِّر لسرطان البنكرياس واعد أيضاً لأنواع أخرى من السرطان".
تعافى نصف المرضى
أجريت دراسات لقاح على 16 مريضاً بسرطان البنكرياس، حيث أُعطيت 9 جرعات من اللقاح للمرضى على فترات منتظمة بعد الجراحة. وفي نهاية التجربة، أظهر اللقاح المعتمد على (mRNA) نتائج إيجابية، وتغلب نصف المرضى على السرطان.
وذكر البيان أن اللقاح ينشط جهاز المناعة ضد الخلايا السرطانية، وبهذه الطريقة قيل إنه نجح في إيقاف السرطان. يذكر أن ستة من أصل ثمانية مرضى (نصف المشاركين بالتجربة) لم يستجيبوا جيداً للقاح وعانوا من تكرار السرطان بعد عام واحد.
فيما أكدت توريجي على أنهم مصممون على مواجهة هذا التحدي في ضوء أبحاثهم الطويلة في مجال لقاحات السرطان. وقالت: "نسعى لفتح آفاق جديدة في علاج الأورام التي يصعب استردادها".
كما جرى تقدير نجاح العلماء الأتراك في العالم العلمي، إذ قال الباحث الرئيسي في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك، د. فينود بالاشاندران: "نحن متحمسون جداً للنتائج المبكرة".
آفاق جديدة
منذ اللحظة الأولى، كان هدف شاهين وتوريجي من دراسة تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) يتمحور حول تطوير لقاح ضد السرطان، لكن مباغتة فيروس كورونا للعالم بأسره حولت أنظارهم نحو تطوير لقاح ضد فيروس كوفيد -19. وتعليقاً على جهودهم السباقة في دراسة هذه التقنية، قال أستاذ علم الأورام بجامعة ماينتس والرئيس التنفيذي والمؤسس لمخبر بايونتيك، أوغور شاهين: "في التسعينيات لم يكن سوى عدد قليل من الباحثين في مجال الرنا المرسال في ذلك الوقت".
من جهتها أشارت نيلز هالاما، رئيسة قسم العلاج المناعي التكيفي في مركز أبحاث السرطان الألماني في هايدلبرغ، إلى أن الجانب الخاص لمرض السرطان بالتأكيد هو التغييرات التي قد تحدثها أورام السرطان المشخصة لدى المرضى، فلا يزال كثير من جوانب مرض السرطان غامضة. وأضافت: "نحتاج إلى مزيد من الدراسات التي توضح كيف يمكننا استخدام العلاجات المستقبلية بشكل صحيح".
فيما أعلنت شركة "بايونتيك" تعاونها مع شركة متخصصة في علاج الأورام المناعية في كامبريدج، وقد تتمخض هذه الشراكة خلال السنوات المقبلة عن طرح علاجات بتقنية الرنا المرسال، الأولى ضد مرض السرطان في الأسواق.
يشار إلى أن مرض السرطان أزهق حياة 10 ملايين شخص في العالم سنة 2020، حسب موقع "منظمة الصحة العالمية".
عقار فعال لعلاج السرطان
لأول مرة، أظهرت تجربة لعلاج واعد أُجريَت على عينة صغيرة من مرضى السرطان، أن جميع المشاركين في هذا الاختبار شُفُوا تماماً من أورامهم، وذلك في تجربة لعلاج مرض السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية.
يُشار إلى أن التجربة شملت 12 مريضاً فقط، جميعهم يعانون أوراماً ذات طفرات جينية تُسمَّى "عوز إصلاح عدم التطابق" (MMRd)، شوهدت في مجموعة فرعية من نحو 5-10% من مرضى سرطان المستقيم.
وأشارت هذه النتائج المبكرة إلى أن العلاج مدهش الفاعلية، إذ قال فريق البحث إنها قد تكون التجربة الأولى التي يُشفى خلالها جميع مرضى السرطان. ويُطلَق على هذا الدواء اسم "dostarlimab"، ويُباع تحت اسم تجاري هو "Jemperli"، وهو يُستخدم عادةً في علاج سرطان بطانة الرحم، ولكنه كان أول اختبار سريري لمعرفة إذا كان فعَّالًا أيضاً ضد أورام سرطان المستقيم.
من جانبه قال عالم الأورام الطبي لويس دياز جونيور من مركز "ميموريال سلون كيترينغ" للسرطان: "أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ السرطان". فيما قال فريق البحث إنها قد تكون التجربة الأولى التي يُشفى خلالها جميع مرضى السرطان.