قدّر البنك الدولي حجم الأضرار المادية الناجمة عن الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا أوائل الشهر، بـ34.2 مليار دولار أو 4% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021.
جاء ذلك، في تقييم أولي لمدير البنك الدولي في تركيا هامبرتو لوبيز، خلال مؤتمر صحفي أجراه عبر الهاتف، مساء الاثنين.
وذكر لوبيز حسب ما نقلت عنه وكالة بلومبيرغ الدولية للأنباء، أن الخسائر البالغة 34.2 مليار دولار، قابلة للتعديل.
ولفت إلى أن "الزلزال سيكون له تأثير سلبي على نمو الاقتصاد التركي في 2023 بمقدار نصف نقطة مئوية".
وتختلف التقارير حول تأثير الكارثة على نطاق واسع؛ إذ قدّرت بلومبيرغ إيكونومكس أن كلفة الزلازل يمكن أن تبلغ 1% من الناتج المحلي الإجمالي.
بينما قالت شركة JPMorgan Chase & Co في تقرير، إن التكاليف المباشرة لتدمير الهياكل المادية قد تصل إلى 25 مليار دولار، أو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وقال المسؤول بالبنك الدولي، إن أكثر من نصف التكاليف تنبع من المباني السكنية، وأضاف: "الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، بما في ذلك السكك الحديدية والطرق السريعة والجسور، جرى أخذها في الاعتبار أيضاً".
لكن يستبعد التقدير الأوّلي الصادر عن البنك الدولي، الآثار غير المباشرة أو الثانوية للهزات الأرضية التي أودت بحياة أكثر من 44 ألف شخص في تركيا وسوريا.
في السياق، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد"، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ملاطية الذي وقع الاثنين، إلى قتيلين و140 مصاباً.
وأوضحت أفاد في بيان أن 12 شخصاً من المصابين في حالة صحية حرجة، واستمرار معالجة 40 آخرين، في حين تماثل البقية للشفاء.
وأشارت إلى إتمام عمليات البحث والإنقاذ في 7 مبان مهدمة من أصل 31.
ووقع زلزال الاثنين بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر في منطقة "يشيل يورت" التابعة لولاية ملاطية.
على صعيد متصل، يتواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى متضرري الزلازل في تركيا، إذ أرسلت شركة أمازون نهاية الأسبوع الماضي طائرتي شحن محملتين بمساعدات من الولايات المتحدة وألمانيا باتجاه إسطنبول، لإغاثة المنكوبين.
وأفادت أمازون في بيان الاثنين، بأن المساعدات التي تبرعت بها الشركة تضم أكثر من 45 طناً من الخيام وأكياس نوم ومدافئ وبطانيات وغيرها من المستلزمات المعيشية.
وأوضحت أن الأعمال جارية لإيصال المساعدات إلى مستحقيها في منطقة الزلزال عن طريق منظمات المجتمع المدني العاملة في الميدان.
يذكر أن أمازون أرسلت عشرات الآلاف من المواد الإغاثية إلى المناطق المتضررة خلال الأيام الأولى للزلزال، كما تعهدت بتبرعات نقدية بقيمة 600 ألف دولار لمنظمات المجتمع المدني العاملة في المنطقة.
واليوم الثلاثاء، تصل دفعة جديدة من المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة لمنكوبي الزلازل المدمرة في جنوبي تركيا، إلى ميناء مدينة مرسين.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن السفينة "يو إس إس هيرشيل ويليامز" التي تحمل مساعدات تابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، من المتوقع أن تصل إلى ميناء مرسين، اليوم الثلاثاء.
وأضافت المصادر للأناضول أن المساعدات الأمريكية تصل تلبيةً "للنداء الدولي الذي وجهته تركيا على خلفية الزلازل"، مشيرة إلى أن المؤسسات التركية في ميناء مرسين ستتسلم المساعدات لتوزعها على ضحايا ومنكوبي الزلازل.
والأحد، بدأت الولايات المتحدة في إنشاء مستشفى ميداني بسعة 100 سرير في ولاية هاطاي التركية المتضررة من الزلازل.
ويجري إنشاء المستشفى الميداني في ساحة مستشفى جامعة مصطفى كمال، حيث سيتضمن غرفاً للعمليات الجراحية والعناية المشددة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعلن في 19 فبراير/شباط الجاري رفع قيمة المساعدات المقدمة لضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا إلى 185 مليون دولار، من 85 مليون جرى الكشف عنها في وقت سابق.
وفي 6 فبراير/شباط ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف معظمهم في الجنوب التركي، إضافةً إلى دمار هائل.
