وأشار التحقيق إلى أن 6 عسكريين على الأقل أقدموا على الانتحار، خلال الأشهر الأخيرة، بسبب أوضاعهم النفسية التي تدهورت جراء مشاركتهم بالقتال مدة طويلة.
وقالت الصحيفة إن "التوقعات تشير أن عدد المنتحرين في صفوف الجيش أكبر من ذلك، لكن الجيش يرفض نشر أرقام رسمية عن الموضوع حتى الآن، رغم أنه وعد بنشرها بحلول نهاية العام الجاري".
وحسب التحقيق، لجأ آلاف الجنود إلى عيادات الصحة النفسية التي أسسها الجيش، إضافة للتوجه إلى مختصين نفسيين ميدانيين. وأوضح التحقيق إلى أن "نحو ثلث المتأثرين نفسياً جراء مشاركتهم بالقتال، يعانون اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)".
كما لفتت التقديرات الواردة بالتحقيق إلى أن "عدد المتضررين نفسياً قد يتجاوز عدد المصابين جسدياً جراء الحرب". ويتوقع خبراء عسكريون أن تظهر الأبعاد الحقيقية لهذه الأزمة النفسية مع عودة الجيش إلى الحياة شبه الطبيعية بعد انتهاء العمليات القتالية.
وفي مارس/آذار الماضي، صرح رئيس قسم الصحة النفسية في جيش الاحتلال الإسرائيلي لوسيان ليئور لصحيفة "هآرتس"، بأن نحو 1700 جندي خضعوا لعلاج نفسي.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 148 ألف فلسطيني، وسّعَت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً بريّاً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و642 شهيداً و15 ألفاً و356 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الجمعة.
ويومياً يردّ حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.