نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان، الثلاثاء، أن سبع حافلات على الأقل تقل مقاتلين أوكرانيين مستسلمين غادرت مصنع آزوفستال للصلب برفقة القوات المسلحة الموالية لروسيا في مدينة ماريوبول. فيما قال الشاهد إن بعض المقاتلين الأوكرانيين الذين جرى نقلهم لم يكونوا مصابين على ما يبدو.
فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن 771 مقاتلاً من كتيبة آزوف القومية استسلموا خلال اليومين الماضيين، ليرتفع إجمالي الذين سلموا أنفسهم منذ يوم الاثنين إلى 1730.
ومع بدء الحصار الروسي لماريوبول في مارس/آذار الماضي وما رافقه من قصف روسي عنيف استهدف المناطق الحيوية بالمدينة الواقعة جنوب أوكرانيا، تعرضت منشأة آزوفستال لأضرار بالغة. وبينما نقلت القوات الروسية المدعومة من الانفصاليين عملياتها العسكرية إلى أرض مصنع آزوفستال في ميناء ماريوبول المحاصر، أصبحت المنشأة بحلول منتصف أبريل/نيسان الماضي بمثابة آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول.
هل اقتربت معركة آزوفستال من نهايتها؟
على مدار أسابيع طويلة ظل مصنع آزوفستال للصلب محط أنظار العالم بعد أن أصبح الدرع الأوكرانية الأخيرة لصد تقدم القوات الروسية التي سعت للسيطرة بالكامل على مدينة ماريوبول الساحلية المهمة، إذ إن الاستيلاء عليها سيمكّن من ربط المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس بمنطقة القرم (جنوباً) التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وفي أعقاب إعلان أوكرانيا عن القتال فى مصنع أزوفستال، قال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية المدعومة من روسيا دينيس بوشلين، والتي تسيطر قواته المدعومة من روسيا على ماريوبول الآن، "إن أكثر من نصف المقاتلين استسلموا، فيما نُقل غير المصابين إلى مستعمرة جنائية بالقرب من دونيتسك، التي تسيطر عليها روسيا، لمحاكمتهم.
وبينما رفض المسؤولون الأوكرانيون التعليق عن استسلام المقاتلين الأوكرانيين قائلين إن ذلك قد يعرض جهود الإنقاذ للخطر، أصدر سفياتوسلاف بالامار، نائب رئيس كتيبة آزوف، خطاباً بالفيديو مدته 18 ثانية أمس الخميس يقول إنه وقادة آخرين ما زالوا في أراضي المصنع. وأضاف: "هناك عملية معينة جارية ولن أفصح عن تفاصيلها. شكراً للعالم كله وشكراً لأوكرانيا على دعمكم".
مصير مجهول
بعد وقت قصير من إعلان الجيش الروسي أن 1730 جندياً أوكرانياً من داخل مصنع آزوفستال قد استسلموا، وفي خرق الصمت الأخير بشأن أسرى الحرب، نادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس، التي تعمل كحارس لاتفاقيات جنيف وهدفها المعلن للحد من "وحشية الحرب"، بضرورة تطبيق شروط ومتطلبات اتفاقيات جنيف اللازمة لضمان معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية.
ويأتي على رأس هذه المتطلبات: الأعمال الإغاثية التي يشترط على روسيا تطبيقها، بما في ذلك المساعدة الطبية للمقاتلين الجرحى ومعاملتهم معاملة إنسانية، بالإضافة إلى الإجراءات القانونية التي تتيح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إليهم، وإبلاغها بأسمائهم، والسماح لهم بالكتابة إلى عائلاتهم.
- لكن الكثير من الخبراء يرون أن القوات الروسية قد تحرمهم من حريتهم حتى نهاية النزاع المسلح الدولي، وقد تحتجزهم - على عكس المدنيين - في الأراضي الروسية، لذلك توقعوا أن يجري إرسالهم إلى روسيا في وقت قريب.
آزوفستال.. قلعة الصلب الأوكرانية
أنشأ الاتحاد السوفيتي في ثلاثينيات القرن الماضي مصنع آزوفستال (Azovstal) للحديد والصلب في شرق مدينة ماريوبول، التي دمرتها أسابيع من القصف، داخل منطقة صناعية تطل على بحر آزوف وتغطي أكثر من 11 كيلومتراً مربعاً.
ويعتبر مصنع آزوفستال للحديد والصلب، والذي أعيد بناؤه بعد الاحتلال النازي للمدينة خلال الحرب العالمية الثانية، واحداً من أكبر مصانع التعدين في أوروبا، إذ كان يضخ أكثر من 4 ملايين طن من الصلب الخام سنوياً ويوفر العيش لعشرات الآلاف من الناس.
فيما تحتوي أرض مصنع آزوفستال الشاسعة عدداً لا يحصى من المباني وأفران الانفجار وخطوط السكك الحديدية، وكلها متصلة ببعضها البعض من خلال شبكة الأنفاق الجوفية. يذكر أن المصنع خلال الحرب الباردة صُمم بأربعة طوابق أرضية محصنة لحماية عمال المصنع الذين كان عددهم 40 ألف عامل في حال تعرض المنطقة لقصف نووي.
ومصانع آزوفستال مملوكة الآن لشركة (Metinvest) التي يسيطر عليها الملياردير رينات أحمدوف، أغنى رجل في أوكرانيا.